الأحد، 25 ديسمبر 2011

إنه كان يقول سفيهنا !!

بسم الله الرحمن الرحيم
(* وَأَنّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللّهِ شَطَطاً )
سورة الجن من السور العظيمه التي تفوق ببلاغتها وبمعانيها ،وأنا أقراءها وجدت الضمير يعود إلى إبليس اللعين،وتفكرتُ في حديث الجن (إنه كان يقول سفيهنا)فهل كانت مدركة أنه به سفاهه أم أنها بعد سماع الهدي القرآني من نبي الرحمه جزمت على أن ما كان يقوله إبليس لم يكن إلا من سفاهة في عقله؟!

نظرت إلى الحياه فكم من سفهاء العقول نتبعهم ونظن فيهم خيراً حتى إذا ما جاء الحق تبينا أن الأمر لم يكن يتجاز قول (سفيه من سفهاء العقل )!
هرعتُ إلى دفاتر الماضي وإلى النصائح التي (أَقسم لي أبالستها أنهم لي من الناصحين),,
وضعت يدي على قلبي وبدأتُ في تقلب الصفحات..

آخرها كان شخصاً عزيزاً قال لي أن العمل لدى (الــ....)يعتبر منقصه لي فعاد ليبحث لأخته وظيفه معهم؟
وأحدثها زميله لي جاءت مهروله تحذرني من نظام البصمه في الشركه وتحلف لي أنه علي أن لا أضع أناملي على الجهاز من قصة قطع الراتب إلى أن وصل بها الأمر إلى قصة العامل الذي رأته بأم عينيها يبصق على الجهاز!!
لأكتشف بعد ثواني أن المرتب كان سيكون صفراً لو أني تعاطفت مع خوفها الزائد على مرتبي!!

ومرت بي الذاكره إلى إنسانه غاليه علي كانت تكره العمل في المشفى وقالت لي أن رائحة الدواء تصيبها بالغثيان وأنها لا تتحمل أن تشتم مني غير رائحة عطوري الفرنسيه لتكون الآن إحدى العاملات في المجال الصحي بكل تفوق!وأخرى كانت تقول أن كلية(___)هي الأسوء وشرحت لي قصص عن المصائب والجرائم التي تحدث في الكليه لتحولها لي إلى ساحة جرائم فقط لأني قلت أن طموحي هو الركون إليها ربما بعد الثانويه ،لتنقطع عني لمدة 6 شهور وتعود بخبر إنتسابها لذات الكليه معلله الأمر بالنصيب!!
إحداهن كانت تقول أن الزواج أمر عيب ومخل بالآداب العامه وأن الحب حقاره وأن كل فتاه تحدث الشباب ملعونه وإلى الهاويه ..لأراها تهرب بالهاتف في ممرات الكليه باحثه عن الحب !ولتتزوج بعدها بفضيحه وجلطه في رأس أبيها؟!

وأتذكر زميلتي التي كانت تصف شعري الأسود الطويل بالكلاسيكي وتمتدح في القصات الحديث لأراها بشعر مستعار أسود في إحدى الحفلات وعينان سوداوان ؟؟!!لا أعلم هل السفاهه تكون من حسد وحقد أم أنها أقدار أن ننتقد أمرا ما ثم يقودنا النصيب لنظهر بصورة المذنب؟
لا أتذكر أني إنتقدت أمراً ما وفعلته ولكن كل جهابذة النقد (عافانا الله)يقعون في ذات الهاويه ،ليكون ردهم على إستفهاماتنا أنهم لم يقولوا ذلك من الأساس أو أننا فهمنا الموضوع بصوره خاطئه؟
وانا أرتدي إحدى تصاميمي قالت لي صديقتي كيف ستمشين بهذا التصميم لأراها تقلدني بعد أسابيع ،وحين أوهمتني أن أحمر الشفاه الوردي يجعلني أبدو باهته لم تمر الثلاث شهور إلا وشفاهها ورديه مبرره ذلك بنفاذ كل الألون من السوق ؟أحمر الخدود أصبحت تضعه وتتدعي أنه طبيعي ؟وأظافرها ورموشها بعد نقدي صبحوا يميلون لستايل السوسنه؟

لا أعلم هل أبتسم عند كل نقد يتوجه على عقول النساء الصغيره وفطرتهن الغيوره أم ألتفت إلى زملائي الذين تفننوا في ذات الموضوع؟
أحدهم كان يسمي كل من أتى بلنش من إيران (زطي)وكل من حمل بشره سمراء(خادم)وكل من لم يحمل ذات دماءه (بيسر)وكل من لم يحمل أنف عالي (منغل ولد حرام؟)
لتكون نهاية كل بناته من نصيب كل ما تمنى وأشتهت نفسه!

لا أعلم لماذا يتم تقسيم خلق الله بطريقة لا يقبلها الدين والعقل ؟ولا أعلم لماذا مثلا تكون حبيبة أبني (قليلة أدب)بينما لو تزوجتها أنا على زوجتي (ستكون درة مصونه)ولماذا ننظر لمشاعر الآخرين وإختياراتهم أنه غباء وعدم وجود البديل .بينما نبرر إختياراتنا الفاشله بأنها غلطت الأهل ونتيجه لجرائمهم؟

كان جدي يقول لكل من يغضبه (يا زنديق عاصي جدتك)وكان يقولها باللهجه اليمنيه كونه أتى من هناك .وكوني أحمل ذات الدم الأصيل كنت قد ورث ذات النظره لمن حولي ولكن بأقل حده.ولكني كنت أستغرب موضوع العصيان للجده ؟لأفهم بعدها أن الإنسان حين يريد أن يوصل التذمر والغضب يسقط الأمر على الأقرب له،وجدتك هنا ربما كانت الأقرب له!
سمعت عن قصة أحدهم زوج أخته لرجل من أصول غير طيبه ليظل يشير ببنانه لكل مولود جديد بــ يا أبن الـــ؟؟

ربما هي قضية سفاهة عقل ولربما تكون أكبر من ذلك لتصل إلى التشفي من فشل الآخرين لتغطية فشل الإنسان في ذاته!
بمعنى إن كنت في داخلي أرى نفسي حقيره فسأحاول جر البقيه إلى الدرك الأسفل حتى أكون أعلا الأسفلين ؟
حين أخبرت أحدى زميلاتي بخطوبة فلانه من ابن القبيله الفلانيه صرخت واحمر وجهها وقطعت الحديث معي معلله أن تلك القبيله عدوه لقبيلتهم وأن تغيورتها كلمه تافهه جداً !!لأنصدم أنها تزوجت من ذات القبيله معلله ذلك بإنتصار لها لجمع شمل القبيلتين!!ماشاء الله

كانت إحداهن أيضا كلب بوليسي يراقب الأجهزه والإتصالات وكأنها معينه في الموساد ،وكانت تصف الكل بلا إستثناء (بقلة الأدب وقلة العقل وإلخ)
وكنت انفر من الجلوس معها لاني لا أحب مراقبة الآخرين لتكون هي حديث ذالك العصر في أكبر قصة حب في البلد!
أحدهم قال لي أنني سأخسر الكثير إن تحدثت مع شعراء السعوديه لأراه يركض ليستجدي عطفهم في المواقع ولأراه يبجلهم كلما تحدث فل فلان وقال فلان!!
وأحدهم قال أن أكبر خطئ أني شاعره ثم مر يفاخر بشويعرات من عائلته لا يكدن يجدن الخاطره ثم ليحاول نشر غسيله في المنتديات محاوله للتسلق على إسمي ؟؟


كثيرا ما تحدثت عن سياسة حلال عليكم حرام علينا وخصوصا في المنتديات التي ترى كل كلامها سمو وكلام الآخرين نزوه وبداية الطريق الى الفاحشه؟
دفاترهم مليئه ولكنهم يصرون تقليب ومراقبة دفاتر الآخرين!
حين يصرخ أحدهم في وجهك حسبي الله ونعم الوكيل وتكون أنت من تتحمل ثقل دمه يجب أن تبتسم فهو قد وصل إلى أقصى درجات الحسد والحاسد يأكل نفسه ببطئ مخيف!

المثاليه أمر مفروغ منه فلا أحد كامل إلا وجهه جل في علاه.وأتذكر أحدهم كيف كان يستميت لأكون من ضمن أمسيه في منطقتهم ثم حين إعتذرت بدأ في التعصب ومحاولة التقزيم مني ليبكي بعدها لأنه لم يكن في حفل التدشين وليعتذر لي بأنه لا يفقه في الشعر شيئاً ؟؟

أمر آخر من سفهاء العقول أنهم سيضحكون من قصيده أو حركه أو صوره وفي الحقيقه قلوبهم تحترق ،ويعذبهم مشهد العناقيد وهي تتدلى وهم ينعتونها بالحامضه!
أن تكون أنت وأن تقبل بما أعطاك الله سيجعلك مؤمن أن لك رباً لم يخلقك عبثا وأنه سيرزقك من حيث لا تحتسب .وأن تنظر إلى ما في يدي الآخرين ويكون همك مثلا أن ترث نعال أخوك بعد موته ونظارته ومحفظة نقوده فهذا سيجعلك تنتظر إلى أن يموت أخوك لترتدي النعال وتكتشف أنها لم تكن مقاسك وأنا هيت لك لم تناسب إلا يوسف!

أتذكر مقوله لأبي رحمة الله عليه (ذهب والنظر قد ذهب)،وأحياناً أعيد شريط الذاكره للماضي وأضحك من إصغائي إلى الكثيرين وليس بطبعي الإصغاء!
لأكتشف أنها حيل لأكون أنا مجرد وسيله حتى وإن كان لراحة أحدهم !

سيقراء هذه المقاله الكثير من العقلاء والكثير من السفهاء للأسف ..وسأرى أن كلامي يعاد لي من شفاههم كالببغاء ،إذا يجب على أن أتحمل وزر هذه المقاله !
النسبه والتناسب مطلوبه في حياتنا دوما ،فما أقصده أنا بالتقليد ليس مثلا أنني قلت أني لن أرتدي العباءه ثم إرتديتها !ولكن الموضوع يتعدى ذلك إلى دائرة القناعات وهوية الذات.

كثيرا ما أضحك بصمت حين أرى أحدهم يستدرجني لحديث ليحلله على هواه ويثور غاضباً .أقول أني سأصمت ولكني أقع دوما تحت وقع النيران الصديقه.
هي مرحله أنتظر نهايتها قريبا والحياه دائما مراحل تماما كألعاب الأبعاد الثلاثيه تنتهي بجيم أوفر !




بقلمي السوسنه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق