السبت، 19 مارس 2011

سوسن اليماني في عيون رشا حمزة

بقلم الشاعره والإعلاميه القديره رشــا حمزه


لا تحتاج أن تتنفس شاعراً لكي يمنحك أكسجين الحياة أن يسكب عليك ديواناً من القصائد ، ولكن فقط تحتاج أن تعيش صدقه وملامح شخصيته وروحه من خلال قصيدة ، هذا ما حدث معي عند قراءة الشاعرة سوسنة إسماعيل ، لم احتاج أن أتوغل في أعماقها بأكثر من قصيدتين قابلة للاستطراد والزيادة كلما هفوت إلى قراءة عذب الشعر والأدب فلم تخطئ مجالس الأدب العربية حين منحتها لقب عذبة الأدب فهي كذلك ..

روح فياضة بالشعر ..بنسيمه ..بفوج معانيه المستقيمة في اتجاه لا يعرف الانكسار ، كانت هي نفسها في المدينة الفاضلة بنت العرب ، وكانت هي الأصل في ناقد 2011 ،

رسمت لنفسها ملامح القوة في أنوثة ، وملامح العزة في تواضع ، وملامح الكبرياء في عفوية ، جمعت بين متناقضات عززت من مكانتها الشاعرية وجعلت لها بصمة مميزة بملامح الثقة بالنفس ،

رسمتها شاعرة تملك قدراً كبير من الذكاء من خلال قصائدها ، ورسمتها إنسانة تحمل قدراً كبيراً من الذكاء الاجتماعي في التواصل الإنساني ....

فكانت على حافة السكين في المدينة الفاضلة ، وكانت السكين في ناقد 2011 ، وبين هذا وذاك كانت سوسن اليماني الإعلامية الراقية اللفظ ومحبوبة النفس ...

ناقد 2011

مدخل:
إنسان ينصحني عن الوزن والنظم
وهو ولازال يكتب(أخوكي)
/
/
/
/
طبل ونفاق وغزل والأمر يستاهل
بتصير ناقد عليك الناس مجنونه
قل ياحلو مرحبا أو إكتفي بهايل
حط غمزتين ونقط من فوق أيقونه
وخالف ترى تنعرف وقول مب قايل
وإلعن أبو جد تيس (ن)مايحلبونه
وكثر من (أمممم) ولو منته بطايل
تصير غالي على نسوان مفتونه
ناقد مثقف حريص(ن)والإسم وائل
والصدق ضايع مصاحب ميت ملعونه
هذي ترى الفبركه والصلب هو سائل
والمسأله تنتهي لعيون مزيونه
الله يلعن نقد من شفة الجاهل
وجيلنا الصاعد كان( الله في عونه)
/
/
/
/
/
مخرج:
لعيون سوسن قال هالبيت موزون
والبيت واضح كل شيء(ن) لحاله




رابط النشر في مراسينا الادبيه للإعلاميه القديره رشا حمزه



رابط المقاله في مجالس العرب الادبيه



الثلاثاء، 15 مارس 2011

نقطة ضوء على زاويتي في مجلة الفلك للشاعر الإعلامي سعد المسعودي في عددها الثالث

إسم المقالة:نقطة ضوء على زاويتي  في مجلة الفلك للشاعر الإعلامي سعد المسعودي في عددها الثالث
إسم الكاتب:الشاعره والرسامه والكاتبه المعروفه سوسن اليماني/سوسنة إسماعيل





بسم الله الرحمن الرحيم


صباحكم ومسائكم سوسنه بألوان قوس قزح


(((مجلة الفلك الإلكترونيه لعددها الثالث)))


كانت من أروع التجارب الأدبيه الإلكترونيه في مسيرتي الأدبيه

تم الإعلان عنها في عدت أماكن من ضمنها إعلاني عنها في جريدة الشبيبه العمانيه
وتم توزيع 50 نسخه مطبوعه منها من باب الترويج لهذا العمل الأدبي .





وحمل العدد من الغلاف للغلاف مواضيع متنوعه للتعدى كونها مجله أدبيه إلى كونها مجله ثقافيه شعريه متنوعه.



ويقف خلف هذا الإبداع مجموعه من الشعراء والكتاب والمصممين المبدعين وهم:




وهي تجربه رائعه أن يضم هذا العمل هذه الأسماء الإبداعية ...وبأمانة فلتلك المرحلة ذكريات لا تمحى بل تخلد في الذاكرة خصوصا مع الشاعر القدير مدير عام أسرة التحرير محمد المضيبري لاتزال محفوره في الذاكره.


وتسليطي الضوء على مساحتي في المجله للعدد الثالث(حيز المساحه) :


وكزاوية أولى أسلط عليها الضوء ....زاوية تفعيلة الحياة




لتتسارع أنفاس الطرح مباشرة بنص نازف (ولنا عليهم ثأر )الذي لا يخلوا من الرمزية ومن فتح الجراح المشتركه بين غزه وبين سوسنة غزه...وهو من النصوص التي لها ضجه في الساحه بين غارقين في تقديس النص وبين بعض المتسولن الذين إدعوا أنهم لم يستشفوا من هي العذراء هنا!!

تبقى هذه الأطروحة راقية بصداها وأشكر دكتور فخري على التكريم على هذا النص ،فنحن حين نفتح الجراح ونرش الملح ،،ليس بهدف البكاء فالدموع لم تجف بعد،،بل بهدف الثأر لكرامة أمة إسلامية ننتمي لها مفاخرةً وعِزه وكفى.









تلاها نص الجنازه وهو من أشهر نصوصي على الشبكه العنكبوتيه ،أتمثل فيه قصة لأم سعد ،كعادتي في تقمص أدوار بطلات حكايا قصائدي ،حيث أكثر من إسقاطات الذات على نصوصي لتأخذ بصمتي عمقها وبعدها الروحي ،وأعتقد أن جمهوري الآن يستطيع إستشفاف نصوصي حتى ون لم أذيلها بسوسنه ،فالكثير من السوسنات تتفتح بين السطور .





وتضمنت مساحتي (حيز المساحه)زاوية نبض الإعلام والتي كان لها أصدائها في الساحه خصوصا لآراء الشعراء الصريحة فيها مثل الشاعر الإعلامي سعد المسعودي والشاعر صالح الغامدي وعدد من الاخوه الشعراء ....




وهنا أضع لكم ما إحتواه نبض الإعلام ....


















هذا كان محتوى نبض الإعلام والذي إستطعنا جميعا كشعراء التعبير عن آرائنا ولم يكن ذلك إلى لأن الوطن الحر سعد المسعودي هو الوطن الإعلامي الذي يتسع صدره لجميع القضايا .....رائع هو هذا التفرد لإنسان شاعر وأديب قبل كل شيء.


ثم تغطيه بسيطه لبعض من أخبار منتدى الفلك 




هنا احببت أن أسلط الضوء على هذه التجربه،وأتمنى ان يعذرني جمهوري وزملائي لرفضي فكرة النشر في جرائد ومجلات مطبوعه إلا ماندر وفي رفضي النشر في مجلات إلكترونيه  ،،،ويعلم الله ليس تعالي مني ولكن هي فقط حب أن أكون حيث أنا لا أكثر ولا أقل 


كل الشكر لقلوبكم 

السوسنه إسماعيل 

 للراغبين ف تصفح مجلة الفلك الإلكترونيه كاملة على الرابط:

http://www.alflkk.com/m/m3/index.htm

السبت، 5 مارس 2011

عُذوبَة المفردة في ديوان شَاشَّة أحّزَاني للشاعر القدير محمد الحلوان










إسم المقالة:عُذوبَة المفردة في ديوان شَاشَّة أحّزَاني للشاعر القدير محمد الحلوان
إسم الكاتب:الشاعره والرسامه والكاتبه المعروفه سوسن اليماني/سوسنة إسماعيل









بسم الله الرحمن الرحيم




((عُذوبَة المفردة في ديوان شَاشَّة أحّزَاني للشاعر القدير محمد الحلوان)) 



تَوطئه:



حَيثُ يَكون للذائقة حضور فلا بُدَ أن تتنفتحَ أزاهيرُ السوسن في أي نص يروقُ لذائقتي ،وهُنا وأنا أحتضنُ بينَ يدي َّ ديوان(شاشة أحزاني)للشاعر القدير محمد الحلوان،أجدُني أقف مع هذا الديوان العذبْ بقراءة مسترسلة إعتمدتُ فيها على عذوبةِ المفردة وعلى البصمة الخاصة لشاعرنا والتي تميزَ بها ديوان شاشة أحزاني في طبعته الأولى للعام 1432هـ-2011م.
وكديوان حديث أُضيفَ لمكتبتي الشخصية كانَ لابُدَ أن أقف مع هذا الديوان وقفة أدبية من حيثُ القصائد التي تضمنها الديوان ومن حيثُ مكامن التميز لهذا الديوان الذي يَحملُ زخما لغوياً وجمالياً مُتفرداً.
وبما أنها ليست القراءة الأولى خلال مسيرتي الأدبية إلا أن ما يُميز هذهِ القراءة أنها شاملة لعمل ادبي مُتكامل وأبحث من خلالها لإبراز بصمة الشاعر محمد الحلوان التي تعتبر سمه مشتركة  في كل قصائد ديوانه .


بين يدي الديوان:
ديوان شاشة أحزاني كديوان مقروء يُعتبرُ إضافة لمكتبة الشعر الشعبي السعودي بصفة خاصة وللشعر الخليجي بشكل عام،ويقف خلف هذا الإصدار الشعري الشاعر القدير محمد الحلوان.


وينتمي نسب الشاعر إلى والده الشاعر حلوان بن مفلح الصوالحه من الصبحي من فخذ الحلسه من قبيلة الشرارات وهو شاعر مُعاصر كَتب عدة قصائد في جميع أغراض الشعر،ومنها قوله:
نطيت راس النبأ بعصير **حزماً نبأ دون بيروتي
فكرت شرقاً وأشوف صوير**وبالمعتدل طرش وبيوتي
فلا غرابة أن نجد هذا الإمتداد الشعري لدى شاعرنا محمد الحلوان،فهو عضو الملتقى العربي الثقافي(فرسان الصحراء)في الأردن,وعضو منتسب في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في منطقة الجوف .
وله عدة مشاركات في الجرائد والمجلات والإذاعة والتلفزيون وله عدد من الأماسي عُرض منها عدد على عددٍ من القنوات الفضائية.
وهُنا بدأتُ بتقديم نبذة عن شاعرنا حتى تتبين للقارئ والمتابع لمحة بسيطة عن الهامة الشعرية التي تقف خلف هذ ا العمل .
وحمل الديوان عنوان (شاشة احزاني)وهو عنوان أولى قصائد الشاعر المنشورة وهي تلك الشاشة التي يُسافر بنا شاعرها من خلال قصائد ديوانه إلى عوامه الخاصة والتي أوضحَ في تقديمه للديوان رؤيتةُ الخاصة حول المسمى وحول تبلور مسلسل ذكريات محمد الحلوان والتي أكرمنا كمتابعين وقراء بإستعراضها لنا والتي تمتزج في أغلبها مشاهد الحزن مع حروف الغزل ،لتُشكل عوالمَ تروقُ للنفسِ وتَشدُ القارئ ليبحثَ عن كثيرٍ من مشاعره من خلال هذه الشاشة الشاعرية التي تستعرض نصوص تُلامس الأرواح بِكُل عفوية وعُذوبة.
على الذكرى خذاني الشوق وسافر بي لاعز إنسان**شريط يعرضه فكري على شاشة من أحزاني
عرض لي صورة الماضي وكن اللي جرى ما كان**على حبٍ طواه الياس والماضي وحرماني
والديوان لايخلو من القصائد الوطنية والإجتماعية وقصائد الحكمه لِتكونَ واحةً غناء يجدُ المقبلُ إليها تنوعاً وإثراءاً فكرياً في الطرح وعذوبة المعاني .


يتصدر الديوان مقدمة للشاعر والإعلامي سعد المسعودي /الحُر الأشقر ،تميزت هذه المقدمة بتراكيبها الغوية وبإشادة الشاعر سعد المسعودي في هذا العمل الأدبي ليُطلَ الديوان بنافذة تتصدرها كلمات الألفة والإخاء،ولتُعتبرَ إشادة الشاعر سعد المسعودي نافذة للعمل من خلال ذائقة الشاعر سعد التي عرف بها لدى جميع متابعيه وقرائه.
ولتكونَ المقدمة إضافة حقيقية للعمل ليظهرَ بأبهى حُلة وفعلاً وفقَ شاعرنا محمد الحلوان وتميز عمله عن العديد من الدواوين بالروح الأخويةِ التي تلفتُ الإنتباه وتشعر القارئ بالكثير من الطمائنينة والسكينة .
وختم الديوان بكلمة شكر وعرفان لكل من لهم الأثر البارز لظهور العمل الأدبي بصورته النهائية الراقية،وهمالأستاذ عايد بن مد الله العتيقي و الشاعر سلمان مكمن العجيلي والشاعر الإعلامي سعد المسعودي والشاعر سايل بن لافي الصواحة (المولع الغريب)،فليس غريباً أن يظهر العمل للقارئ بهذا الظهور الموفق،إلا أن كان خلفه كل هذا الشموخ الفكري والأدبي .


القراءة:



القارئ للشاشة أحزاني يستطيع من الوهلة الأولى الإحساس بمدى شاعرية الشاعر محمد الحلوان ،حيثُ عُذوبة المفردة ووضوح الفكرة وحضور التركيب اللغوي بحرفنة وإتقان والجميل في طرح الديوان أن الإهداء كان لوالد ووالدة الشاعر وهذا بإمانة ما يزيد من قدرة القارئ على إستشفاف مدى عذوبة تلك الروح التي تسكن بين أضلاعِ هذا العمل الادبي الراقي .

تتصدر الديوان قصيدة (رسالة مقاطعه)إستنكاراً للرسوم المسيئة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم،وهنا ياخذنا الشاعر إلى الطابع الديني وإلى الروحانية والجميل في النص سمو الفكرة ورقيها وتضمين للبيت الشهير للشاعر الشهيد أبو الطيب عبد الرحيم بن محمود( فإما حياةٌ تسرُ الصديق وإما مماتٌ يغيضُ العدا)،بأسلوب فكري راقي ،وهذه أسمى رسائل الشعر أن يستطيع الشاعر أن يحمل رسالة أمته الإسلامية ويوصلها ويرقى بالفكرِ بهذا الأسلوب السلس العذب.
ويوجه الشاعر النص إلى كل مسلم وتظهر رسالة النص جليه بمفردات عذبة إستطاع شاعرنا من خلال المفردات المختارة(ندا-الهدا-المدا-السؤددا-فدا...)
أن يُعطي النص الطابع الديني من خلال التراكيب والهدف والفكره واللفظ وعذوبته
أيا أمتي فالقضية طالت**وللظلم حكماً على من بدا
وما شدني لإقتباس هذا البيت هو تضمين الشاعر لمقولة:البادئ أظلم.
ليبرهن شاعرنا أن أخلاقيات الدين الحنيف هي إحترام الجميع والدفاع عن النفس والهوية الإسلامية.
ثم يكرر شاعرنا النداء في البيت قبل الأخير في ذات القصيدة بقوله:
يا أمة محمد ويا خير أمة **انادي بصوتي فهل من صدا
وهو البيت الثاني في النص ذاته ،مايجعل النص بالتكرار يوقظ الحمية ويبث الروح الحماسية بأسلوب متفرد.
وقد نسب شاعرنا الأمة هنا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليبث في روح المتلقي الهدف من الرسالة في تجلي راقي للمفردات وفي محافظة وتماسك للهدف منها وفي ترابط للأبيات منذ مطلع القصيدة إلى أن ختمها بقولة :
(فأما حياةٍ )لنصر الرسولا**(وأما مماتٌ يغيظُ العدا)
وهذه القصيدة الخطابية المنبرية ترصع صدر الديوان وتجعل له خصوصيتة راقية دون أن يستخدم شاعرها ألفاظ الشجب والإستنكار ،بل أظهر رقياً أدبياً في طرح الفكرة .
وكما يعلم القارئ الكريم ان الشعر هو المرجع الإستشهادي الثالث بعد القرآن والحديث فهنا أظهر محمد الحلوان روعة هذا القالب الشعري وتميز بنص ديني خطابي متقن من كل النواحي الادبية.
وهنا لابد من إسترجاع هوية الشاعر في الحقبة الزمنية السابقة حيث كان الشاعر بمثابة الإعلامي الذي يوصل رسالته من خلال نصوصه الشعرية.
ثم ينتقل بنا النص الثاني في الديوان إلى نص وطني بمناسبة زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لمنطقة الجوف في 20/4/1428هـ
ليستهل الشاعر النص ببيت خالد في قوله:
للمجد يا تاريخ سطر بالأقلام**وسجل كلامي وإشرحه للأساطير
لأجيال تبقى بعدنا اعوام وأعوام**حتى تدَون في سجل المشاهير
سيرة ملك تُكتب على صدر الأيام**بحروف من صافي الذهب والنواوير
وهنا تضهر بصمة وحرفنة الشاعر محمد الحلوان فلم يبداء بالترحيب بل بداء بتخليد الحدث بقوله(للمجد ياتاريخ)بأسلوب لايختلف عليه إثنان ،بأن محمد الحلوان أبدع في هذه النوعية من التسلسل الفكري لنصوصه.
وليبداء الترحيب في البيت السادس بقولة:
اهلا هلا ماغرد الطير بأنغام**ترحيبٍ أحلا من حليب المغاتير
حي الله اللي في سما مجدنا حام**اللي صنع للمجد حكمة وتفكير
ليظهر النص بأسلوب يخلد في التاريخ بحرفنة وحنكة شعرية وليجعل للنص خصوصية الحدث وخصوصية الإهداء بقولة(سيرة ملك-تاج الوطن-صقر العروبة)
لينتقل بعدها لقولة:
وحنا جنود المملكه دوم قدّام**لاصارت الهيه نقود الطوابير
نصير دون المملكة درع وحزام**أرواحنا ترخص فدى موطن الخير
ليرى القارئ للنص توافق في بنية النص من خلال التخليد ثم الترحيب ثم ذكر المناقب ثم الدفاع عن الوطن ،لتكون بنية متكاملة ولوحة ولاء ترصع شاشة أحزاني .
وفعلا ومن الوهلة الأولى يستطيع المتذوق ملاحظة الجهود المبذولة في ترتيب وتنسيق العمل .
والنص الثالث هو نص شعري بعنوان(الشعر باقة ورد نهدية سلطان)
بمناسبة سلامة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وعودته إلى المملكة ،ومما شدني كمتابعة للساحة الشعرية الشعبية السعودية يشكل خاص ،ذلك الكم الهائل من القصائد التي تزاحمت على نوافذ النشر المطبوع والإلكتروني بهذه المناسبة الغالية على كل عربي .وهنا تظهر بصمة محمد الحلوان في هذا النص من حيث عذوبة المفردة وإنتقائها :
ياهاجسي سخَّر لي القاف تسخير**وعطني من الجزلات معنى وعنوان
يوم الخبر حدد وصوله على خير**توافدت كل القوفي والأوزان
الفرحة اكبر من كلاماً وتعبير**والشعر باقة ورد نهديه سلطان
والجميل في هذا النص أن الشاعر محمد تمكن من وصف الفرحه بالمتضادات حيث قال أن الشعر تهافت والأوزان ليصوغ أبيات الفرح ثم تلاها قوله أن الفرحة التي في صدره أكبر من الكلام والتعبير ،في تمازج جمالي تميز به شاعرنا محمد الحلوان ودائما ما يلفت إنتباهي بهذه الحرفنه الخاصة به.
نسجد سجود الشكر ونزيد تكبير**الحمدلله عاد للموطن احصان
ياسيدي والشعرفي حضرتك غير**شف كيف نادى الشوق سلطان سلطان
فهنا تبرز عذرية الإحساس في نهر محمد الحلوان ولربما لايحتاج القارئ لحروف يعبر بها عن شعوره فقصائد محمد كيفما جاءت قادره على التغلغل إلى الروح.
ثم تتلو هذه القصائد قصائد وطنية أخرى،فالقصيدة التي تلتها هي عبارة عن مشاركة لشاعرنا لمسابقة طرحت من قبل الأمير الشاعر عبدالعزيز بن سعود آل سعود(السامر)بمناسبة مرور خمسين عام على تولي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إمارة منطقة الرياض ،وما لفت إنتباهي بيت للشاعر محمد يقول فيه:
خمسين عام والرياض العفيفه**كتاب عدلٍ للعقول الفهايم
لم يسبق أن قرات بيت شعري يصف منجزات لأحد الأمراء كما كان هذا البيت لمحمدالحلوان في وصف صاحب السمو الملكي سلمان بن عبد العزيز ،فالمتعمق في البيت يرى إبداع محمد الحلوان ولا غرابة إن كان النص هو نص معد لمسابقة أن يكون كل هذا المزج الراقي :
خمسين عام:في إشاره للفتره الزمنيه التي اوحت لنا بحكمة الأمير وبأسه
الرياض :المكان الذي إحتوى المناسبة
العفيفة:هنا بعد تاريخي ،ديني وإجتماعي بالمفرده إستطاع شاعرنا ان يأخذنا إلى المجتمع السعودي الطاهر
كتاب عدلٍ :أبدع الشاعر في وصف عدالة الأمير بقولة كتاب عدل ،حيث مفردة الكتاب تأخذنا للثبات والمساواة ورباطة الجأش
العقول الفهايم:هنا تظهر حرفنة محمد الحلوان وبصمته وملامحه الخاصه حيث ستتكرر في الكثير من ملامح النصوص في ذات الديوان،ويبين الشاعر هنا أنه ليست كل العقول هي عقول فهيمه تعقل عظم المنجزات ولهذا ميزها بقوله(العقول الفهايم)أي التي تفهم وتميز وتفقة منجزات صاحب السمو الملكي في هذه الفترة الزمنية

وبأمانه فهو بيت من روائع الأبيات في ذائقتي الشخصيه وأجبرني لإعادة قراءة النص لمرات ومرات.


وبالذهاب للنص التالي في ديوان شاشة أحزاني ،أقف مع نص في صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن سعود آل سعود(السامر)والذي رقى بالشعر السعودي بصورة واضحة في الساحة الشعرية الخليجية .
وبالعودة إلى العنصرين الرئيسيين في هذه القراءة وهما عذوبة المفرده في شعر محمد الحلوان وملامح بصمته الخاصه في نصوصه ،نجد ان النص إرتكز منذ بدايته إلى الطابع الديني كمطلع للقصيدة ثم بداء بوصف الشعر ثم إنتقل إلى ذكر مناقب صاحب السمو الأمير عبد العزيز آل سعود،مايجعل القارئ يلاحظ تواصل أسلوب محمد المميز في كل نصوصه.

عبد العزيز الضيغمي نسل الأخيار**شبل الملوك اللي فعوله عظيمات
يا شاعر آل سعود يانبض الأشعار **للشعر في حضرتك عزه وهيبات
وهنا يتضح مدى تقدير شاعرنا لكل شخصية ولكل هامة وقامة وطنية كانت ام أدبية،فنلاحظ هنا التسلسل الراقي والجزالة في النص،كيف لا وهي موجهة للشاعر الأمير عبدالعزيز بن سعود آل سعود(السامر):
سمرت يالسامر وسامرت الاحرار**وعزالله ان الحر به منك فزات
عادتك يا أبن سعود في سر وجهار**تعطي ومداتك سخيه جزيلات
وكنص كهذا النص الجزل لربما أحتاج لصفحات وصفحات ،فالنص يتميز بقوة التصاوير وبتبجيل النسب والعمل بطريقة راقية تنم عن رقي شاعرها:
الطيب طيبه والمزايا له كثار **ولاينحصي فعله بكتب السجلات
وإن جيت اعدد جاوزت حد مليار **وأضعاف ضعف أضعافها عشر مرات
والنص الذي يليه هو نص في الشيخ حسين بن عاشق اللحاوي شيخ شمل  قبيلة الشرارات وأمير الفوج الحادي والأربعون:

يالشيخ يا ابن الشيخ ياوافي العهد**يازبن من جارت عليه البلاوي
يافزة الحر القطامي اليا هد**يالقرم يالباتع بعيد الهقاوي
وفي قراءة سريعه لهذا النص أحببت ان أوضح للقارئ الكريم أن محمد الحلوان كتب مدحاً ولكن ماميز المدح لدى شاعرنا تمسكه بمدح من يستحقون المدح وفي مفرداته العذبة وفي ذكر المناقب دون مبالغة ولاتكلف في السرد،ممايجعل نصوصه متدفقه وممايجعلها أقرب لتكون رسائل ولاء ووفاء وعرفان لهامات وطنية وادبية ،لم يتجاوز فيها بالمبالغات بل جعلها رقراقة يستلذ بها القارئ والمتذوق كقولة:
دامك ورثت الطيب من أب عن جد**متسلسلاً تاريخكم يالنداوي
أشوف فيك إثنين متوارده عد**فزعة خلف وأيضاً شموخ اللحاوي
ثم يتلو هذا النص نص آخر موجه للشيخ حسين بن عاشق اللحاوي والرائع أنه أبرز بصمة محمد الحلوان بقوة حيث بدأ بإقتباس بيت للمتنبي :
إذا غامرت في شرفٍ مرومي **فلاتقنع بما دونَ النجومي
والرائع في هذا الديوان من بين مجموعة من الإهداءات الشعرية التي وصلتني أنك لاتجد نص يشذ عن بصمة الشاعر فترى مثلا أن كل قصائد محمد الحلوان تحمل ذات الروح وذات العذوبة وذات الثقافة العالية،ولم يشذ كما سوف نرى أي نص عن حدود محمد الحلوان بل كانت كل النصوص من الغلاف إلى الغلاف ترسم ملامح محمد في كل نص من نصوصه التي إحتوتها 137 صفحة في ديوانة من المقدمة إلى الفهرس .
أنا ياحسين في مدحك وش أكتب **قصر حرفي ولا للحرف لومي
وبمدحك ويش أقول وويش اخلي **مدام الشعر في مدحك جزومي
والقارئ للديوان سيرى مدى تعلق شاعرنا بالبيئة المحيطة به وبالتاريخ ،فنراه في قصيدة في الشيخ محمد بن منوخ ابن دعيجاء الشراري شيخ فخذ الحلسه من قبيلة الشرارات يسرد قصة  للشيخ منوخ بن طارب ابن دعيجاء الذي تّحمل حرارة الصيف وبقى بالقرب من أحد رفاقة الذي أصيب في أحد الغزوات في فصل الصيف ،والجميل في هذا النص الروح التي بثها الشاعر في النص بقولة:
يا راكب اللي بالنظر مابعد حيف**جديد مضمون الطلب بإختياري
شد الوكالة كاملات التواصيف **من مصنعٍ صمم عليه الشعاري
إلى قولة في تدليل رائع عن مدينة طبرجل:
تنصى طبرجل بين ربع وعواريف **دار الكرم والجود سر وجهاري
تلقى إدلال الكيف تجمع هل الكيف**إرجال عز وحافظين الوقاري

ثم تعود بصمة محمد للبروز بشكل واضح حيث يعود للمدح بطريقة متزنة والجميل أنه يذكر مناقب الشيخ ثم ينتقل بسلاسة إلى مدح والده كعادة شاعرنا محمد في أغلب نصوص المدح والثناء ،وهذا مايميز نصوص محمد ويجعل لها طابعها الخاص ،ثم يبداء في البُعد التاريخي في القصة التي أشرت إليها سابقاً للشيخ منوخ والد الشيخ محمد بقولة:
له فعل محدن شاف مثله ولاشيف**وأذكر لكم من قصته بإختصاري
حتى ذكر القصة كامله شعراً ،ثم أردف القصة إلى قولة للشيخ محمد:
وعزالله إنا دون شكٍ وتزييف **نشوف بك من فعل أبوك المواري
وإن حل للأجواد ذكراً وتصنيف**ومن خلّد التاريخ فعلاً وطاري
أشوف به من شرّف الطيب تشريف**محمد منوخ دعيجاء الشراري
ولاتزال روح الألفة بين جنبات الديوان ففي نص موجه إلى النقيب ناصر عبدالله الصبحي الشراري بمناسبة ترقيته ،تتواصل عذوبة المفردات بقوله(ريحان-تيجان-عرفان......)
ومايميز شاعرنا انه قادر على وضع مضمنون القصة في بحر وقافية تتناسب مع نوع النص وتتناغم معه ،فبالعودة إلى النص الاول في الديوان لاحظنا القافية والمفردات التي أخذتنا للطابع الديني ،وهنا وضع نصه بين قافية ووزن يتناغم مع مناسبة التهنئه ونوعها ،ومما قال :
فز الشعر واقف ودق التحيه**واسترسل بعذب القوافي والأوزان
وهنا للمتامل والمتعمق في شعر محمد الحلوان أن يرى ان محمد لايأتي بالقوافي والمفردات جزافاً بل بتناغم وحرفنة وذائقة شعرية متفردة فلله دره.
مبروك للنجمات كتفٍ بهيه**وبسم الفرح جابت ورودٍ وريحان
إلى قولة:
لنك نصر والنصر ناصر سمية**ونصراً بلا( ناصر) فلا ظنتي كان
المتقابلات والتواصيف والتلاعب بالمفردات جاء بعذوبة وفي نفس الوقت دون تفريط في جمالية المعنى،إذ هنا يضع محمد الحلوان بصمته في نصوص ديوانه بكل هدوء ورقة ليتلذذ القارئ بهذا الرقي الادبي .
فلم يتوجه شاعرنا أبداً إلى إدخال مفردات شاذه لجذب القارئ ولفت إنتباهه كما هو حال كثير من شعراء هذا الجيل .
هنا يشعر القارئ بالأمان وهو بين أكناف جنة الشعر الوارفة لمحمد الحلوان.
وفي قراءة سريعه لنص قاله الشاعر في حفل تكريم لشاعر قبيلة الشرارات الشاعر عايد بن رغيان الورده الشراري ،سيظهر البعد الثقافي لشاعرنا جلياً بقوله:
انت فوق المجد وأمجادك تزيد**وأمتداداً لأبو سالم في وفاه
،حيث يشير شاعرنا إلى الشاعر سعيد بن سالم الشراري شاعر بني مكلب المعاصر رحمه الله.
وأيضا تظهر بصمة محمد في ذكر الأسماء الصريحة في قصائدة ،حيث تكون موجهه لشخصية فهو يبادر إلى ذكر الإسم الصريح وذكر المناقب والمدح المعتدل الراقي ،كقولة:
حفلنا تكريم للمجد التليد **عايد رغيان ياحيه نباه
والجميل هو ان قصائد محمد الحلوان تكون بمثابة صحيفة توثيق للحدث فيذكر فيها وبشكل سلس كل الأمور المتعلقة بالنص وكل التفاصيل حتى تكون كديوان ومرجع للقارئ.
ومن أروع ما مدح به شاعرنا محمد الشاعر عايد بن رغيان قوله:
أنت شاعر خامة النوع الفريد**وأنت صوتاً ردد الوادي صداه
واجتمع فيك الرواية والقصيد**وصرت ديواناً كمل في محتواه
يليه نص موطن العزه والذي يحكي فيه عن المرحلة التي مرة بها المملكة مع الحوثيين والتي ارقتنا جميعاً كشعراء وكتبتُ فيها من ضمن من تأثروا بتلك المرحلة.
فنرى محمد الحلوان في هذا النص يظهر بلون الفارس وابن الوطن الغيور :
ما عاش من يقرب حدودك ويغتال**ومن يعتديها فارقته السلامه
إلى قوله:
هذا الصحيح وصد عن بعض الاقوال **ومن لا احترم أرضك حرام إحترامه

ثم تتوسع الرؤية القارئ لديوان الشاعر محمد الحلوان للبعد القومي ،
ففي قصيدة( رسالة إلى لبنان)يُعطي شاعرنا البُعد الثقافي
 بإستخدام مُفردات من اللهجة اللبنانية ليعطي النص تلك الروح ويغرقنا في أجواء لبنانية راقية رغم قساوة الحدث الذي يسرده النص بحرفنة،والنص إستنكارا لما جرى في مجزرة قانا بلبنان 2006م.
ومدخل القصيده يأخذنا من أرض الملح والزيتونمحافظة القريات  إلى لبنان الجريحة ،ومن أروع الأبيات في هذا النص النازف قول شاعرنا:
نظرت بمجزرة(قانا)وتمنيت إن مالي عيون**لأجل مايحرق أعصابي هلاك الطفل والشيبان
لنرى عذوبة تلكَ الروح الشاعرية في قولة(تمنيت ان مالي عيون)،فهنا محمد الحلوان ذلك الشاعر العذب رسم لنا صوره شاعرية مؤثره،وهنا تظهر الشاعرية الحقيقية بحمل رسالة مجزرة قانا في لبنان حيثُ يقول :
كفاية ياعرب يكفي بعد ماصار وش ترجون**نبي وقفة رجل واحد وبطشة فارس الفرسان 
ليستحق ان أطلق عليه محمد الحلوان فارس الفرسان ،بإختطاف اللقب بروحة الحماسيه في النص فلله در محمد في ما قال .
وللقارئ أن يرى تجلي بصمة محمد هنا في مجموعة نصوص إمتدت لقرابة العشر أعوام والتي تظهر بروح محمد وتتميز بنكهته الخاصه في العزف على أوتار المشاعر .
ثم ترحل بنا الشاشة إلى آفة التدخين ومضارها بنص تقدمة حديث نبوي شريف وإحصائية منظمة الصحة العالمية عن عدد الوفيات من جراء التدخين ،ليحملنا محمد الحلوان بنص(التدخين)إلى حقائق وواقعية مضار هذه الآفه ،برسالة إلى فئة الشباب المدخنين يقول فيها:
هذي رساله وإسمعوا يالجماهير**مُهداه للي يفهمون المعاني
ليعود شاعرنا ببصمته المميزه والتي دائما ما يخاطب بها أصحاب العقول ،وليطرح القضية بتدرج راقي مبني على التحذير لأبنائنا في قالب درامي رائع،وكاننا نتابع قصة كاملة للعبرة على تلك الشاشة الأدبية لمحمد الحلوان:
من السجن للمشفى أشيل التقارير **وارجع معي من علتي ماكفاني
إلى أن قال في ختمة موفقة جداً :
الفرق شاسع بين من ينفخ الكير**عن من حمل بالمسك عطر الزماني
ثم تحملنا الشاشة إلى نص لا يخلوا من الطابع الإجتماعي والحكمه والطابع الديني المميز في نصوص محمد بنص (إعمل ليومك)ليتوج النص بيت من روائع محمد الحلوان بقولة:
وقل للعباد إن سكّروا باب الأرزاق **الله عن المخلوق ماصك بابه
لتنتقل بإنسيابية بين مواضيع النصوص دون أن تشعر القارئ بالملل أو التشبع بل يشعر بحلاوة السرد والوصف والمعاني والحكم،وهذا مايميز هذا الديوان للأمانه وحفزني لعمل هذه القراءة .
ثم يتبعه بنص ألقاه شاعرنا في لقاء تلفزيوني مع مجموعة من شعراء الأردن والذي يقدمة الأستاذ حسن المحارمة،لتعود المحاور التي يتجلى بها إبداع محمد في تمكنه من البحر وإختيارة للقوافي بذكاء وبراعة ،مما جعل لكل نص خصوصية المناسبة وربط الحاضر بالماضي بأسلوب توثيقي راقي أبدع فيه محمد الحلوان:
المجد مزناً شامخاً في سماها**من صدق عشقه محتضنها بالأحضان
ليرسم بالمفردات تصاوير جديدة بكل إنسيابية حيث صور السحاب بشموخ الجبال في السماء بتبادل تصويري رائع حتى قال (من صدق عشقه محتضنها بالأحضان)ليضع المشهد في إطار الألفة والمحبة الذي لا يكاد ينفلت منه القارئ حتى يعود ليراه جلياً في هذه الشاشة التي يجملنا فيها شاعرها إلى عوالم من الدفئ والألفة.
ثم ينتقل بنا الديوان لنص (الحياة دروس)والذي أعتبره من أجزل نصوص محمد الحلوان حيثُ تتوالى فيه الحكم بترابط راقي :
الحياة دروس والعلم إرتجال **ومن خطأ غيرك تعلم يالفهيم
ليعاود التحاور مع أصحاب العقول ،وهكذا هو محمد الحلوان يخاطب اصحاب العقول في نصوصه ليبرز بنخبوية المفردة والمعنى ونخبوية المتلقي ،فالشعر لدى محمد كما قال تماماً :
وللشعر عندي بدون أدنى إحتمال**كلمةً لا قلتها جت بالصميم
ثم تتوالى الشاشة في بث قصائد الحكمه والنصح حيثُ يقول في نص(إفطن لنفسك):
الفرق طبع الناس من ناس عن ناس**وإلا الأوادم بالمناظر سويه
ليعاود التركيز على قيمة التفكير والتعقل لتكتمل ملامح هذه البصمة الراقيه لشاعر شاب وتتواصل العذوبة لدى شاعرنا.
إلى قوله:
أفطن لنفسك وأختبرها بمقياس **وراجع حياتك في صباح وعشية
أما تعدلّ في حياتك على ساس**وإلا حياتك او مماتك سويه
ثم في تنوية للقراء يبدع شاعرنا في نص(القصائد)إلا أنني أجد انه النص المناسب لأختم به هذه القراءه ولذلك سأأجل الحديث عنه إلى نهاية هذه القراءه بإذن الله.
ولننتقل إلى قراءة وومضه عن الغزل في ديوان شاشة أحزاني في نص (عشقي زوجوها)وهو اللون الغالب في قصائد هذا الديوان الراقي .
وتبدو هنا روح العاشق المعلقة على أسوار الفقد والشجن حيثُ يقول :
ياونتي ونة هل العشق والويل**من ظيقة بالصدر ما قدروها
ليشير في هذا النص إلى قضية إجتماعية بقولة:
أو ليتهم ماسمعوا القال والقيل **أو ليتهم في عرسها شاوروها
ثم تتواصل سلسلة الشجن والغزل وتظهر بأرق مفردات العاشق حيث يقول :
واليا اقتنعت وجيت للبيت لافي**أشوف عند البيت عاذل وبلاس
وأرجع ولالي حيله إلا القوافي**وأرسل لها بيتين في صفح قرطاس
ما دامنا في الحب وافي لـوافي **متعادلينا بالمشاعر والأحساس
ثم يأخذنا بنص (النسيان) إلى بُعد الماضي والذاكرة في قصائد محمد الحلوان:
تدري متى النسيان يسكن بالاضلاع**ويجوز شيٍ كان ماهو بجايز
أنساك لاشفت السما تحضن القاع**وتقوم من بطن القبور الجنايز


ليُسطر بعُذوبته أروع حُروف الحب ويظهر محمد الحلوان العاشق في روائعه الغزلية التي تلامس القلوب بشفافية،ثم يُخلد هذه التجربة بنص (أمجاد الأبيات)،ليُبدع في قولة باحثاً عن مجد الحُب ومتحدياً كل الصعوبات بمفرداته العذبة:
أعشق غرامك في جنون المتاهات**ولو لم يكن حبك عشقت إختراعه
إلى قولة:
وإن كان حبك سابع المستحيلات**هالمستحيل اليوم ابلوي ذراعه
ثم يُشاغب محمد الحلوان بنص (حبيب العمر )ليظهر بلون العتاب بقالب متنوع وراقي :
حبيب العمر أنا آسف خطاك أكبر من الأعذار**أبي تنسى وأبي أنسى ولاتبكي ولا أسهر
ليختمها بمشهد درامي أبدع محمد بأمانه في هذا اللون في أكثر من نص يجعل القارئ يعيش المشهد وكأنه يحدث أمامنا على أرض الواقع:
حبيب العمر لو تسمح قبل لأعصابنا تنهار**دخيلك روح في دربك وأبد للخلف لاتنظر
ليُبدع في نص (رسالة إلى الدمام)بذات التجسيد للقصة ببراعة،ولتتعدى شاشة الحدث والحدثيين إلى حلقات راقية تتنوع فيها قصص الحب واللوعة وتتجسد الصور من عوالم الذكريات:
تصدق لو أجي زيارة على أهل البنت والأعمام**بعيني شافوا صورها وبعين البنت شافوني
وتعود الذكرايات اللي تمر بشاشة الأفلام**وأضم الطيف والصوره مابين العين وجفوني
لتكون هذه المقطوعة بين مترادفاتها (صورها-بعين البنت-صورة مضنوني-الذكريات-شاشة الأفلام-الطيف والصوره)كلها في قالب يجسد لنا مدى العلاقة والربط بين العاشق وبين لذة النظر إلى محبوبته وفي إنتقاء راقي للمفردات وتراكب إبداعي يأخذنا الحدث بكل شفافية ،وأن النص ينبض ويتنفس حكايا وحكايا كعادت نصوص محمد الحلوان.
ومن ثم ي نص (القلوب الغالية)يبدع في بث الشجن في ديوانه حيث يقول :
توني دريت أن الهوى في شرعها حرفه وفن**تخفي قصصها الخافيه وللكذب تفتح ألف باب
إن رحت تذرف دمعها وإن جيت تشكيني الشجن**ونفس الذي يحصل معي يحصل معا ذاك المصاب
حتى يُعلن إنسحابه عن هذه النوعية من الحُب بقوله:
وأعلن نهاية كذبها وحبٍ توفى وإندفن**بنسى الهوى بنسى الغلا بنسى المحبة والعتاب
وأدفن بقايا حبها وأكتب لها فوق الكفن**هي كلمة ورد الغطأ عطشان ياعاشق سراب


ثم يتوسط الإصدار نص شاشة أحزاني والذي يتميز بكونه النص الذي حمل الديوان عنوانه،ويتميز بقوة الشجن الطاغية في النص ،فلا غرابة أن محمد الحلوان كشاعر أجاد في إستخدام المفردات العذبة:
ذكرت الملتقى الأول ذكرت الصاحب الفتان**حبيبٍ كم وكم لأجله سهرت الليل وحداني
بذاك الحي أخايلها ورى الغرفة ورى الجدران**وكانت دايم تردد قصيدة حب بلساني
أحبك حب مازلزل لـ"وضحا"قلب ابن عدوان**ولاعنتر على عبلة سطابة نصف ماجاني
حتى قولة :
ياليت الشعر لو أكتب يذكرها بابن حلوان**يمين الله لاسطر بنور الشمس ديواني
وأزخرف من سنأ الغيمه ورق وإسم الغضي عنوان**ومن قوس القزح حبراً أزخرف فيه الألواني
لتظهر المفردات وجماليات التصوير بروح محمد الحلوان كشمس تطرز النهار،رغم الحزن العميق الذي يحمله النص ،والكثير من الوجع بين جنبات نصوص محمد الحلوان وإن كانت عاطفية،ليستطيع جذب عواطف القارئ وشده للقراءه لأكثر من مره.
غريبه كيف ينسى الورد شذى عطره على الأغصان**غريبه والغريب إنه نساني أو تناساني
بكيت وصورة الماضي يصورها لي الحرمان**بعدما دارت الدنيا وشالت نصفي الثاني
ثم ليشعل النصوص بنص صارخ بالوجع في نص(دعوة زواج)والتي يقول في مطلعها:
كذا بسهوله مثل مانشرب المي **جتني تقول أرجوك تحضر زواجي
ماكن بيني وبينها صايرٍ شي**ولاكنها اللي دايمٍ بإحتياجي
وأنا أراهن في هذا النص على فئة الشباب حيثُ تميل قلوبهم لهذه النوعية من النصوص ،فالمتابع للديوان يجد قدرة محمد الحلوان ليجذب بأسلوبه العاطفي ومواضيعه شريحة كبيرة من متذوقي الشعر من فئة جيل الشباب ،بأسلوب رزين لايبتعد عن الحُب العذري والغزل العفيف،وبأسلوب يوصل الحدث والشجن دون تكلف للمتذوق .


ثم ينتقل الديوان إلى قصة نص (دكتورة الطب) وهنا يعيد محمد الحلوان تأكيد قدرته من خلال إختيار بنية النص بتوافق عجيب مع المحتوى الشاعري للمفردات:
أستغفر الله بديت أذوب **الله على البنت محلاها
الحسن كله بها مسكوب**مافيه بنتٍ  بحلياها
حتى قال :
هي حرب لوماتخوض احروب **ياويل منهو تحداها
ليبرز بتصويره قوة الجمال أمام الفارس الشاعر بأسلوب سلس رقراق ،قادر على شد المتابع بإنسيابيه وهو محور هذه القراءة الأدبية.
ثم يتفرعن الإبداع في نص (ريماز)من حيثُ القافية المميزه وأسلوب الطرح الشعري :
مليت من صورة البرواز **وإشتقت أنا لصاحب الصوره
إلى قوله:
وأصيح ياناس بالإيجاز **أبغي الأصل ما أبي الصوره
في وشوشات غزلية راقية،تتواصل مشاهدها في نص (صورة المرايه)،ليثبت محمد أن له زخم لغوي وعاطفي مميز بقولة في وصف حبيبته:
جبينها لامن طلع كنه الشمس**شمس لها في مطلع النور غايه
نور العذارى لأشرقت ينطمس طمس**وفي نورها شفنا طريق البدايه
وخدودها ما عودتهن على اللمس**والريق ليت الريق يروي ظمايه
ثمَ تعود مشاهد الحُب وقصص الغزل في نص (سلام الله)في توهج راقي وتسارع لأنفاس النصوص:
ترى القصه ومافيها غرام دار بين إثنين**عشقها بكل معنى الحب وقبله قلبها خالي
تعاهدنا تواعدنا على حبٍ جمع قلبين**انا المجنون مع ليلى وليلى آخر آمالي
إلى أن ختمها بقوله:
ألا يامن يذكرها بحبٍ دام سبع سنين **وبسم الحب يهديها رقم بيتي وجوالي
ثم تأخذنا الشاشة إلى نص (يسعد صباحك)،والملفت في هذا النص البيت الرقيق العذب الذي يقول فيه:
وكانك حرمت الكف من نعمت اللمس**إياك ثم إياك تنكر حنيني
ثم نص (السياحه صياحه)والذي كون فيه شاعرنا بشكل درامي وحبكة قصصية تسلسل لأحداث قصة إجتماعية يشير فيها إى ان الوطن دائماً هو الحضن الآمن لكل من أراد الأمان ،وأبدع للأمانه في هذا النص حتى يُخيل للقارئ أن النص واقعي ،وكعادته محمد له بصمه خاصه راقيه تمكنه من نقل القارئ من حبكة درامية لأخرى بكل هدوء وإنسيابيه في الطرح:
وبين السكون وبين تمتمت الاغصان**هز السكون الخوف وأرسل رماحه
إلى قوله:
وأخذوا نصيحه يا جماعه  من الآن**ترى السياحه تاليتها صياحه
ومن ثم ينقلنا لعوالم أخرى في نص (طفله صغيره):
طفله صغيره توّها في صباها**بإسلوب تمشي وتقتل الناس بإسلوب
سبحان منهو بالجمال إحتواها**كن السحر بعيونها السود مسكوب
إلى أن يعود ويسكب العذوبة في سلسبيل النص بقوله:
لا والله إلا ذبت ذوب بهواها**لين إرتكى صبري على صبر أيوب
ويختمها بقولة:
ولأقفت أقول الله يسهل إخطاها**يرده إللي  رد يوسف ليعقوب
لتعود الخلفية التاريخية والدينية في نصوص محمد الغزلية في ذكر قصة نبي الله أيوب وقصة يوسف ويعقوب عليهما السلام ،في أسلوب راقي يميز الهوية الشعريه لدى محمد الحلوان.
ثم في نص(نسناس المحبه)يعود محمد الحلوان لقافية الزاء الراقية والتي تصعب على الكثير من الشعراء،وبإبداع راقي فلا يشعر القارئ أن النص أُجبر على قافية وكلمات مُحدده،بل تشعر ككل نصوص محمد بترابط المعنى وورود الخلفية الدينية والحضارية ببصمه تمثل هوية محمد الخاصة به ،كقوله:
متسلح التقوى وصلاتي والإيمان**وفكراً اليامني دعيته لها فز
إلى قوله:
ساسً تسلسل من قضاعه لقحطان**وعن مجدنا التاريخ يعطيك موجز
وربما تظهر هوية محمد كشاعر مثقف في قوله:
ماجيت لأرض الشعر جايع وعطشان**جيت بشموخ الجزل وأقدر أميز
لتتبلور تلك المفردات بصورة الشاعر المتمكن من أدواته الشعرية وليمتزج النص بلون الفخر في ختمة موفقه للنص بقوله:
وأنا أحمد الله وأشكره عالي الشان**إلي جعلني بالشرارات معتز
ثم يليه نص عذب لا يخلو من التقسيم اللحني لمقاطعه بعنوان (عذاب القلوب)ويليه نص (عطلة الصيف)والذي يميل لكونه مشاكاه راقية لشاعرنا وأجمل ما قيل فيه:
ما أكابر إن قلت أصبحت مضرب أمثال **وأن الحلا بأوصافها شي ماشيف
تنطق حروف وكنها تكتب أفعال**وبلسانها تفرض جمال السواليف
والرائع في هذا النص هو سرد شخصية المحبوب بين مجموعه من المتضادات ،ويدخل الشاعر إلى ذالك بأريحية كقوله:
أطلع من المدخال تدخل بمدخال**أضداد لكنا نسمى مواليف
ويتواصل الشجن وفتح ابواب الفراق والسفر في شاشة محمد الحلوان حتى يصل بنا إلى نص (قبل السفر)والجميل في هذا النص بالذات روح التحدي للوصول إلى الحبيب،رغم إدراك أن الثواني معدودة
للقاء وتمازج اللحظات مع ألم إنتظار الفراق ولحظة البعد والتي يشير لها محمد الحلوان عادة بمفردة (السفر)والجميل هنا هو البحث عن لحظة التآلف مع الحبيب كقوله:
جيتك وفي قلبي رياح ومعاصير**ولا عاد أميز ساعتي وقتها كم
فيني من الفرقأ عذاب وتعازير**وقلبٍ بلا شوفك تخلى عن الدم
إلى أن قال :
مشتاق أبي قبل السفر ليلةٍ غير**فيها نذوّب مابقلبي من الغم
ليلة تسوق العمر لأحلى التباشير**وحالف يمين بليلتي ماتندم
ليثور الحب والحزن على وداع الحبيبة بقوله:
وأبكي على صدرك كما طفلاً صغير**يمكن دموعي تنثر الحزن والهم
وليختمها بلوعة المغرم بقولة:
والله مدري في حياتي وش يصير **دام الحياة من دونكم من جهنم
وللقارئ لهذا النص أن يرى مدى إشتعال الذائقة ومدى إشتغال محمد على نصوصه ،لتلامس القلب وليقف أمامها المتذوق وهو يحس بتمازجه مع القصة ،وهذا لربما ما جعلني أشعر بنوع من الوجع وكأنما لو كنت اتعايش مع نصوص محمد على أرض الواقع.ففعلاً كان عنوان الديوان موفق بل عنوان يتجدد مع كل مشهد ومع كل نص من نصوص محمد الحلوان.
وفي نص (قولو لها)يقول شاعرنا:
مادام ذكراها معي وين ما روح**في كل شيِ مستقرن هواها
في خافقي في دفتري او على اللوح**أو صورةٍ في ناظري محتواها
يجدد محمد تلك الروح العاشقة المعلقة على ذكريات الحب بكل عذوبة .
ثم تتواصل هذه المعزوفه في نص (سبحان من غير الأحوال)ثم نص (ما أبيك)الذي يتميز عن ما سبقه بنوع من الحده في العتاب ،وهذا مايبدو جميلا بهذا التنوع في طرح زوايا لحياة الأحبة بين وفاق وفراق ووفاء وخيانة،ليقولها بأسلوبه الرخيم:
حشمه لحبك مقدر أقول مابيك**بس أفهميها من طريقة كلامي
خبري ذكية تفهمين المشابيك **وتفسرين اللي عى الناس كامي
إلى قوله:
والحين جيتي تطرقين الشبابيك**طرى عليك الحب وسط الظلامي
ثم قوله:
والله مايشفع عن الغدر ماضيك**حتى ولو كنتي محل إهتمامي
ليثبت أن الغدر هو ذنب الحبيب الذي لا يغتفر ،بأسلوب لم يتعدى حدود الطرح بل تمسك بالمفردات وأوصل الفكره بقوة وذكاء .
ثم يزخرف الديوان بمقطوعات(يامتصل بي)و(نوره)ومن ثم (مملكة الإحساس )والتي تصب في حب الأم،ثم نص (مغروره)والذي يسرد فيه شاعرنا آفة من آفات هذا الجيل وهو الغرور وأثر المجاملات الزائفة بطريقة راقية:
صرنا نجاملها وننفش لها الريش **لين أصبحت مثل الفراشه على الضي
ظنت جمال البودره مصدر العيش **ماتدري إن الشمس تكشف مدى الفي
وتظهر العزه والأنفه في هذا النص بقوة لدى شاعرنا في سرد النص كاملاً ولكن المجال لا يتسع في هذا القراء لسرد كل مكامن الجمال في هذا النص  ،وفعلا ربما ما زاد من إنتشار هذه الفئة من الفتيات هو توسع العالم الإلكتروني الذي قد يجعل بعض الفتيات يصلن بنصوص ركيكه أو تواجد أنثوي إلى مناصب الحكم الإلكتروني ونيل ألقاب ومقاعد إفتراضيه لا تعدو كونها فقاقيع ملونه سرعان ما تتلاشى .هذا بإسقاط مضمون النص على بعد آخر ألا وهو ما أوضحته بمثالي ،من باب تناسب القصيده للأمانه مع اكثر من مضمون فكري وإجتماعي .
ويختصر شاعرنا في (ياناس )كثير من القصائد التي وردت في مجموعة نصوصه في هذه الشاشة الشاعرية ،حيث تظهر لهفة العاشق  في قوله:
مليت أردد قصة البعد والقرب**وأشكي على البرواز لهفة عذابي
ثم في نص(ذكرى)تستمر روح العاشق وسرد قصص الحب كقولة:
وقصة عشق بين ذاك وذاك**كنتي بها كم تحاكيني
ليجعلنا الديوان بين عوالم محمد الحلوان لانفتئ ان نبتعد عنها إلا لنعود إلى أعماقها بين مد وجزر ادبي راقي.
ثم تمر على شاشة الأحزان نصوص راقية منها نص (نفس الشوارع)الذي لا يخلوا من بعد عاطفي وإجتماعي ونص (أسطورة العيد )
والذي يتميز بأنه من النصوص النادره لمحمد الحلوان الذي يبتعد فه كلياً عن طابع الحزن ويركز فيه على فرحة الحب ولذة اللقاء كقوله:
جيتك وجيتي وإجمعتنا المواعيد**وكلاً خذا بالعيد غاية مراده
كل عام وأنتي للفرح فرحة العيد**وكل عام وأنتي بالحلا في زياده
ليجد القارئ في هذا النص هدوء وسكينه وعذوبة بعد سلسله من قصائد الحزن والبعد والفراق ،ويحملنا إلا أجواء العيد التي لا تحتمل إلا أن تكون غارقه بالفرح والشاعرية.
ثم نص (قومي إلعبي )ونص (يالبا قلبك)ثم يعود محمد الحلوان ليناجي ذات الصوره والبرواز وليجدد بصمته المميزه في نصوصه بكل رقي حتى في وقت العتاب :
رجيتك لو تكرمتي تشوفي دمعي الهمال **أبي مره تواسيني على حزني ومشكوره
ثم تتوالى ذات الروح في نص(صدقيني )ليمتزج الحزن بالحب ،لينثرها بحروف الغزل كعادته:
صدقيني ما بقى عندي أمل **كل شيٍ صار ضمن المستحيل
ثم ليدخلنا بشاشته إلى شعر الرثاء في مرثية في الشيخ الراحل محمد بن منوخ الشراري والجميل هنا أن محمد حافظ على بصمته ولونه الخاص من حيث الأسلوب الديني وأسلوبه المميز في ذكر المناقب والبعد التاريخي كقولة:
والشيخ لا خلف على عهده رجال**يبقى بفعله حي لو قيل لك مات
فحافظ محمد على أدواته وهويته في كل أغراض الشعر التي كتب فيها،ويتجلى هذا الأمر أيضا في مرثية الشاعر في شقيقه رحمة الله عليه ركاد حلوان حيثُ يقول:
مامات من خلف له رجال مامات**تغيب روحه بس الأفعال حيه

ثم يختم الشاعر ديوانه بإعادة روح المحبة والألفة في ثلاث مساجلات بينه وبين
الشاعر معدي بن رشيد الرشيدي والشاعر شايم بن مفلح الشراري والشاعر خلف الأسيد الشراري ،وهو ما أضاف للديوان الكثير من الجماليات والتميز،لتظهر شاشة أحزاني بعدة زوايا راقية تنقلنا لعوالم من الشاعرية والعذوبة في جنان الأدب والشعر الأصيل.
وأختم قراءتي بأبيات من نص (القصائد)حيثُ تبرز هوية الشاعر محمد الحلوان بقوة في هذا النص كقولة:
ماني من اللي يشترون القصائد **شاعر وانا بالشعر جزل المعاني
مشاعري لحروف شعري قلايد**وأغوص في سبع البحور بثواني
وأحب أعسف من الشعر كل كايد**وأعطي على الي قلت بصمة ضماني
وللقارئ أن يرى الأطروحات التي تضمنتها الأبيات في موضوع شراء وبيع القصائد وموضوع الشاعرية والحرفنة والتمكن وموضوع تميز كل شاعر ببصمته الخاصه ،حتى وإن قرأنا نص دون تذيله بإسم الشاعر كدنا نجزم ان هذا النص للشاعر فلان او فلان.
هذه كانت قراءة لديوان الشاعر القدير محمد الحلوان والذي حمل عنوان شاشة أحزاني ،والذي اعتبره إضافة لمكتبة الشعر الشعبي السعودي والخليجي والذي تميز بأبعاد ثقافية وعذوبة للمفرده وهوية لبصمة شاعرية شابه ظهرت في ملامح كل نصوص محمد الحلوان والذي ظهر في بنية نصية متناغنمه مع قالب الطرح الادبي .متمنية له التوفيق ومتأمله من كل عشاق الشعر الأصيل أن يسعوا للحصول على نسخة تثري مكتبته وذائقته بهذا الإصدار الأدبي الراقي .
وللراغبين في التعرف على قصائد شاعرنا إلكترونياً يمكنهم زيارة ديوانه في موقع أبيات على الرابط: http://abyat.com/poet/7920


بقلم : الشاعره والرسامه الإعلامية العمانية المعروفة سوسن اليماني /سوسنة إسماعيل